إخواني أعضاء المنتدى كثيرا ما سمعنا عن أغاني الملتزمة ومن نوعيها أغاني التي كانت ممنوعة قبل 9 سنوات كالمجموعة الناس الغيوان الذي سجن مؤسسه بوجمع ونفية المجموعة بعدها ،وأيضا أغنية الريفية الملتزمة كانت تلعب دور هام في ريف وكان من أشهر مغنيها الوليد ميمون ، تواتون ،حسن تبرى ،...
ولم ننسى أيضا المناضل سعيد المغربي الذي كان متبوع من طرف الحكومة وساعده الريفيين لهروبه من مليلية إلى فرنسا.
وهل سألتم يوما من هو أول سجين بالسبب أغنية الملتزمة و كانت أكثر أغانيه ضد الحكومة إنه الشيخ إمام وهو من أصل مصري وكلماته كلها معاني وحقائق. فأتذكر في مطلع أحد أغانيها يقول :
هما مين وحنا مين
هما أمراء و سلاطين
هها بياكلو لحم و فراخ وحنا الفول دوخنا أ داخ
هما بيمشو ف طيارات وحنا نميتو في أتوبيسات.
وكي لا أطيل عليكم أعطيكم أكثر تفاصيل.
ولد
إمام محمد أحمد عيسى في
2 يوليو 1918 في قرية أبو النمرس
بمحافظة الجيزة، لأسرة فقيرة، و كان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة، ثم تلاه أخ وأخت. أصيب في السنة الأولى من عمره
بالرمد الحبيبي، وفقد بصره بسبب الجهل واستعمال الوصفات البلدية في علاج عينه، فقضى إمام طفولته في حفظ
القرآن الكريم، وكانت له ذاكرة قوية
كغيره من المصريين زلزلت هزيمة
حرب يونيو 1967 إمام وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيها مثل: "الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا - يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار"، و"يعيش أهل بلدى وبينهم مفيش - تعارف يخلى التحالف يعيش"، و"وقعت م الجوع ومن الراحة - البقرة السمرا النطاحة"، وسرعان ما اختفت هذه النغمة الساخرة الانهزامية وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل "مصر يا امة يا بهية - يا ام طرحة وجلابية".
انتشرت قصائد نجم التى لحنها وغناها الشيخ إمام كالنار في الهشيم داخل وخارج مصر، فكثر عليها الكلام واختلف حولها الناس بين مؤيدين ومعارضين، في البداية استوعبت الدولة الشيخ وفرقته وسمحت بتنظيم حفل في نقابة الصحفيين وفتحت لهم أبواب
الإذاعة والتليفزيون.
لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التى برئت المسئولون عن هزيمة
1967، فتم القبض عليه هو ونجم ليحاكما بتهمة تعاطي
الحشيش سنة
1969 ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية.
قضى الشيخ إمام ونجم الفترة من هزيمة يوليو حتى نصر أكتوبر يتنقلوا من سجن إلى آخر ومن معتقل إلى آخر ومن قضية إلى أخرى، حتى أفرج عنهم بعد اغتيال الرئيس الراحل
أنور السادات.
فى منتصف الثمانينيات تلقى الشيخ إمام دعوة من وزارة الثقافة الفرنسية لإحياء بعض الحفلات في
فرنسا، فلاقت حفلاته إقبالاً جماهيرياً كبيراً،
[2] وبدأ في السفر في جولة بالدول العربية
والأوروبية لإقامة حفلات غنائية لاقت كلها نجاحات عظيمة، وللأسف بدأت الخلافات في هذه الفترة تدب بين ثلاثى الفرقة الشيخ إمام ونجم ومحمد على عازف الإيقاع لم تنته إلا قبل وفاة الشيخ إمام بفترة قصيرة.