شكرا عتى مرورك و تشجيعك
ولكم المزيد
فلسفة سارتر
تعتمد فلسفة سارتر على الوجودية، بهدف اعطاء معنى للحياة بعد الاحباط الذي خيم على الساحة الفكرية في اوربا.
بعد مقولة نيتشه بموت الاله، و بعد الخراب الذي عقب الحرب العالمية الثانية، انغمس الفكر الأوربي في دائرة من الفراغ و الانحلال، اذ ضاعت جل القيم الأخلاقية و الانسانية و الدينية.عندها انصرف المثقفون الى الحديث عن العبثية الوجودية.
في ظل هذه الظروف، برز الفكر السارتري ليخرج الفكر من هاته الأزمة. حاول سارتر أن يعطي سببا للوجود يواكب ظروف و فكر تلك المرحلة.
لذا أقر سارتر أن
"الوجود يسبق الماهية" ، بمعنى أن الوجود الانساني يسبق اي تعريف مسبق للانسان.
على الانسان أن يوجد أولا، ثم يحدد ذاته و كيانه بعدها. أي ان الانسان لا يختار ان يولد لكن يختار كيانه. ان الانسان حر في تحديد هويته و ماهيته بنفسه.
هكذا، استطاع سارتر أن يعطي سببا للعيش و لتحديد مسار الحياة...اذا تخلى الناس عن الاعتقاد بوجود الاله الذي يحدد مسار الانسان، فالانسان الآن قادر على تحديد مساره بنفسه.
يقول ساتر ان الانسان حر في اختيار حياته، لكنها حرية مسؤولة. الانسان
"مشروع حر و مسؤول". مشروع حر: لان الانسان يحدد هويته من خلال اختياراته التي يقوم بها، لا من خلال القدر أو شيء كهذا.
مسؤول : لان الانسان مسؤول عن كل قراراته، اما يريد أن يفعل الصواب أو لا يريد. لا مجال للصدفة عند سارتر.
انا و الآخر
اعطى سارتر أهمية كبرى للفرد و لحريته. الجميع يعلم هذا من خلال مقولته الشهيرة
:"الجحيم هو الاخر" لأنه حسب سارتر، الاخر يحد من حرية الفرد و يفرض عليه قيودا...يتمثل هذا جليا في مؤلفه"الغثيان"
لكن تجربة جبهة التحرير التي اضطر مرغما الخوض فيها غيرت من مسار فلسفته، اذ تحول من الفردانية الى الجماعة. بدا يعتقد ان الحل الوجودي ليس الانكماش على الحرية الفلردية، بل التكتل الجماعي.
و اكي لا أطيل عليكم، يبقى ان اهم ما نادى اليه سارتر هو الحرية المسؤولة، و قوله أن الانسان موجود بدون اعذار.